لمحة عن شيخنا عبد الله سراج الدين
2009-01-30, 6:12 pm
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما دام سره الساري في العالمين
و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي طابت به أسرار العارفين
و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما دامت الصلوات عليه في قلوب المخلصين
وعلى آله وصحبه وسلم
شيخنا العالم العامل الإمام شيخ الإسلام
عبد الله سراج الدين الحسيني
رحمه الله تعالى رحمة الأبرار
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: نور الدين عتر
ولادته ونشأته:
هو العلامة المحدث الحافظ، والفقيه المحقق والمفسر المجتهد، المدقق الورع الشيخ عبد الله بن محمد نجيب بن محمد سراج الدين الحسيني نسبا، الحلبي بلداً، من نفع الله به وبعلومه آفاق البلاد وأصناف العباد.
ولد رحمه الله عام 1342 هجرية، الموافق 1924 ميلادية. فرعاه والده جدنا الإمام محي السنة محمد نجيب سراج الدين رحمه الله، ولقيت رعايته من ابنه شيخنا كل استجابة وبر، فكان ربما جعل صدره وهو صغير مُسْتَندا لرجلي والده، ويقبلهما وهما مسندتان لصدره كالكرسي، كما أنه كان في عمل البيت مع والدته بكل حرص.
ولما التحق بالمدرسة الشرعية الخسروية نبغ بين أقرانه، وحفظ القرآن واشتغل بحفظ الحديث ودراسته، وكان شيخه وهو شيخنا فضيلة الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله – مؤرخ حلب ومحدثها- يفخر به، ويفرح لنبوغه في العلم عامة، وفي الحديث خاصة، وقد بلغ محفوظه نحو ثمانين ألف حديث من أحاديث الكتب الستة، والمسند والترغيب والترهيب والتفسير.
تلقيه للعلم:
وقد تلقى العلم عن كبار العلماء في حلب من أساتذة الخسروية، مثل الشيخ محمد إبراهيم السلقيني الفقيه والأصولي، والشيخ محمد راغب الطباخ المحدث والمؤرخ، وهما من شيوخي أيضا، والشيخ عيسى البيانوني، والشيخ عمر مسعود الحريري، والشيخ محمد أسعد عبه جي، والشيخ فيض الله الأيوبي الكردي، والشيخ أحمد الشماع وغيرهم.
كما تلقى عن علماء أجلاء غير أساتذة المدرسة، وذلك لحرصه على العلم، مثل الشيخ أحمد الكردي الذي أصبح بعد مفتي حلب، وكان فقيها حنفيا وعلما في العلوم جليلا، والشيخ إبراهيم السلقيني الكبير والد شيخنا، والشيخ محمد سعيد الإدلبي.
وكانت مناهج الخسروية كثيفة متينة، لا يدرسها إلا فحول العلماء، ولكن لما وصل الشيخ إلى السنة الأخيرة تغيرت مناهجها، وأُدْخِلَ عليها منهاج وزارة المعارف بكامله، وخفت مناهج العلوم الشرعية فيها، فاعتزل الشيخ المدرسة، ولم يبال بفوات الشهادة ومرتباتها المغرية جدا آنذاك، وعكف على علوم الشرع بدأب عظيم، بإشراف وتوجيه والده الشيخ الإمام محمد نجيب سراج الدين –رحمه الله-، الذي كان له أعظم الأثر في تكوين شخصية شيخنا الإمام.
وقد عوض الله شيخنا عما ترك فأعطاه علما عظيما، ومنحه غنى ماليا، لما زهد به من المرتب حرصا على التمكن في العلم.
وقد اعتنى رحمه الله عناية كبيرة بمختلف علوم الشرع وعلوم العقل واللغة، حتى صار بحرا في كل منها، وما لبث أن طار صيته في العلوم الشرعية وخاصة في علم الحديث ومصطلحه، وظل يزداد من العلم والكمال على مدى الأيام، حتى رأيت أنه يستحق لقب (شيخ الإسلام)، وذلك أني وقفت على بيان ذلك لأحد الأكابر، أن من كمل في علوم التوحيد والفقه والأصول والتفسير والحديث والتصوف فهو شيخ الإسلام، ومن لا يسميه بذلك فهو ظالم له، فقلت له ذلك، وكان بين لفيف من الأساتذة في المدرسة الشعبانية، فتنصل من ذلك على عادته في التواضع والبعد عن الدعوى.
وكان صديقه وزميله صديقنا العلامة الفقيه الكبير الأستاذ الدكتور محمد فوزي فيض الله –حفظه الله- كثيرا ما يكتب لي يسألني عنه فيذكره بوصف الشيخ الإمام، ولا يزال على هذا الوصف له في لقاءاتنا أطال الله عمره وأمتع به.
ونظرا لما عُرف به شيخنا من العلم، طُلِبَ منه التدريس في المدارس الشرعية الثانوية والشعبانية الأولى، إضافة إلى دروسه العامة في المساجد، وكان قسم كبير منها له أوقاف يصرف منها مرتبه، فألغيت أوقافها، وهي دروس جامع الحموي، وكانت في أصعب وقت، وهو بعد طلوع الشمس أربعة أيام أسبوعيا، فاستمر الشيخ يدرسها متبرعا، وفاء لشرط الواقف، ومحواً لإثم مخالفته عن الناس.
وكان والده شيخنا الإمام محمد نجيب سراج الدين –رحمه الله- علامة زمانه في علوم الحديث والتفسير والفقه والتوحيد والأخلاق والتصوف، في غاية القوة في دروسه، ومواقفه من مقلدة الأجانب، ومن أهل الانحراف، وكان علماء الهند يسمونه محيي السنة، وأطلق علامة الحرم المكي الجليل السيد علوي المالكي –رحمه الله- على الشيخ محمد نجيب، وصف الإمام، فيما سمعت منه بأذني –رحمه الله- فلما قعد والده عن الدروس لكبر سنه قام شيخنا بها عن أبيه، وكان عبئا ثقيلا جدا عليه، لمتانة الدروس وتنوعها، وارتفاع مستواها، إضافة إلى ضخامة جمهورها، لكن العون الإلهي كان معه، وكان توفيق الله حليفه، فأداها أداء عظيما، حتى صار كثيرون يوازنون بين الشيخ وأبيه، وكان –رحمه الله- يغضب من ذلك، ويقول: الوالد أمره عظيم لا يُدرك.
مرضه ووفقاته
ومن ورعه رحمه الله أنه لم يعجل بعملية الفتق التي عانى منها الآلام، لأن فيه كشف عورة، ولم يجد ما يبرر كشفها، لأنه قادر على التصرف بأموره من دونها، وضرب لي أمثلة من بعض أشخاص لم يعملوا عملية الفتق.
لكن لما وجد لزومها، طلبها هو نفسه، ودخل غرفة العمليات بغاية البساطة، وتحدث لأطبائه حديثا حلوا فيه مزاح، ودعا لهم أن يجعل الله شفاء الناس وشفاءه على أيديهم، ولما انتهت العملية شكرهم، وحدثهم عن فضل الشكر، وأهمية أن يشكر الإنسان من أحسن إليه، لكن قدر الله تعالى سبق، وحصلت له مضاعفات وانتكاسات تفاقمت حتى جاء القدر المحتوم ليقضي الله أمرا كان مفعولا. وليكون ذلك سبب نيله درجة الشهداء إن شاء الله ، وكانت وفاته مساء يوم الاثنين 20 ذي الحجة 1422 هجرية، الموافق 4/3/2002 ميلادية، الساعة السابعة مع ارتفاع صوت المؤذنين بأذان العشاء تماما.
ومنذ الساعة الأولى بل الدقائق الأولى لوفاته، انتشر الخبر في أنحاء الدنيا بسرعة عجيبة، وجاءت الاستفسارات الهاتفية عن جلية الخبر، وصُلِّيَ عليه صلاةُ الغائب في الحرمين الشريفين، وعقدت استقبالات العزاء في مكة والمدينة وجدة والكويت والبوسنة، وغيرها كثير، وتحدث العلماء عن جسامة الخسارة بفقده وعلو منزلته، وأسماه العلماء في المدينة المنورة (الإمام في علوم الشريعة وكبير الأولياء لهذا العصر) وأرسلوا إليّ التعزية بالهاتف وأن أبلغها أيضا إخوتي السادة أبناء شيخي الفقيد رحمه الله، وأنهم يعاهدونهم على تأييدهم في السير على خطاه رحمه الله.
لقد وضع الله لشيخنا الإمام القبول في الأرض، فعلى الرغم من اعتزاله مخالطة الناس منذ إحدى عشرة سنة، خرجت حلب بأسرها لتوديع شيخها وعالمها، وكما لاحظ المحللون أن أكثر من نصفهم من سِنِّ الخامسة والعشرين فما دون، أي إنهم لم يروا الشيخ ولم يحضروا دروسه، إنما هي المحبة التي أودعها الله في قلوبهم، ليكون ذلك درسا لنا نحن المرشدين أن نُعرِضَ عن أساليب الدعوى والدعاية، وأن نعتمد الصدق في القول والعمل والحال، والتواضع (إنما الأعمال بالنيات)، و (إن الله سائل كل قائل مقولة فيم قالها).
أما آخر فتوى أفتاها ففيها عبرة جليلة، قال لأحد الأطباء وهو في غرفة العمليات: بِرَّ مريضك ولو كان كافرا. وكان هذا الطبيب يريد أن يسأل الشيخ عن ذلك، لاعتبار أنه يأتيه أشتات من الناس، ومن غير المسلمين، فتوجه إليه شيخنا رحمه الله بهذا القول، فقال له الطبيب: والله لقد كنت أريد أن أسألك عن هذا، فسبقتني بالجواب، وهي كرامة ظاهرة للشيخ رحمه الله، وما أكثر كراماته.
و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي طابت به أسرار العارفين
و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما دامت الصلوات عليه في قلوب المخلصين
وعلى آله وصحبه وسلم
شيخنا العالم العامل الإمام شيخ الإسلام
عبد الله سراج الدين الحسيني
رحمه الله تعالى رحمة الأبرار
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: نور الدين عتر
ولادته ونشأته:
هو العلامة المحدث الحافظ، والفقيه المحقق والمفسر المجتهد، المدقق الورع الشيخ عبد الله بن محمد نجيب بن محمد سراج الدين الحسيني نسبا، الحلبي بلداً، من نفع الله به وبعلومه آفاق البلاد وأصناف العباد.
ولد رحمه الله عام 1342 هجرية، الموافق 1924 ميلادية. فرعاه والده جدنا الإمام محي السنة محمد نجيب سراج الدين رحمه الله، ولقيت رعايته من ابنه شيخنا كل استجابة وبر، فكان ربما جعل صدره وهو صغير مُسْتَندا لرجلي والده، ويقبلهما وهما مسندتان لصدره كالكرسي، كما أنه كان في عمل البيت مع والدته بكل حرص.
ولما التحق بالمدرسة الشرعية الخسروية نبغ بين أقرانه، وحفظ القرآن واشتغل بحفظ الحديث ودراسته، وكان شيخه وهو شيخنا فضيلة الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله – مؤرخ حلب ومحدثها- يفخر به، ويفرح لنبوغه في العلم عامة، وفي الحديث خاصة، وقد بلغ محفوظه نحو ثمانين ألف حديث من أحاديث الكتب الستة، والمسند والترغيب والترهيب والتفسير.
تلقيه للعلم:
وقد تلقى العلم عن كبار العلماء في حلب من أساتذة الخسروية، مثل الشيخ محمد إبراهيم السلقيني الفقيه والأصولي، والشيخ محمد راغب الطباخ المحدث والمؤرخ، وهما من شيوخي أيضا، والشيخ عيسى البيانوني، والشيخ عمر مسعود الحريري، والشيخ محمد أسعد عبه جي، والشيخ فيض الله الأيوبي الكردي، والشيخ أحمد الشماع وغيرهم.
كما تلقى عن علماء أجلاء غير أساتذة المدرسة، وذلك لحرصه على العلم، مثل الشيخ أحمد الكردي الذي أصبح بعد مفتي حلب، وكان فقيها حنفيا وعلما في العلوم جليلا، والشيخ إبراهيم السلقيني الكبير والد شيخنا، والشيخ محمد سعيد الإدلبي.
وكانت مناهج الخسروية كثيفة متينة، لا يدرسها إلا فحول العلماء، ولكن لما وصل الشيخ إلى السنة الأخيرة تغيرت مناهجها، وأُدْخِلَ عليها منهاج وزارة المعارف بكامله، وخفت مناهج العلوم الشرعية فيها، فاعتزل الشيخ المدرسة، ولم يبال بفوات الشهادة ومرتباتها المغرية جدا آنذاك، وعكف على علوم الشرع بدأب عظيم، بإشراف وتوجيه والده الشيخ الإمام محمد نجيب سراج الدين –رحمه الله-، الذي كان له أعظم الأثر في تكوين شخصية شيخنا الإمام.
وقد عوض الله شيخنا عما ترك فأعطاه علما عظيما، ومنحه غنى ماليا، لما زهد به من المرتب حرصا على التمكن في العلم.
وقد اعتنى رحمه الله عناية كبيرة بمختلف علوم الشرع وعلوم العقل واللغة، حتى صار بحرا في كل منها، وما لبث أن طار صيته في العلوم الشرعية وخاصة في علم الحديث ومصطلحه، وظل يزداد من العلم والكمال على مدى الأيام، حتى رأيت أنه يستحق لقب (شيخ الإسلام)، وذلك أني وقفت على بيان ذلك لأحد الأكابر، أن من كمل في علوم التوحيد والفقه والأصول والتفسير والحديث والتصوف فهو شيخ الإسلام، ومن لا يسميه بذلك فهو ظالم له، فقلت له ذلك، وكان بين لفيف من الأساتذة في المدرسة الشعبانية، فتنصل من ذلك على عادته في التواضع والبعد عن الدعوى.
وكان صديقه وزميله صديقنا العلامة الفقيه الكبير الأستاذ الدكتور محمد فوزي فيض الله –حفظه الله- كثيرا ما يكتب لي يسألني عنه فيذكره بوصف الشيخ الإمام، ولا يزال على هذا الوصف له في لقاءاتنا أطال الله عمره وأمتع به.
ونظرا لما عُرف به شيخنا من العلم، طُلِبَ منه التدريس في المدارس الشرعية الثانوية والشعبانية الأولى، إضافة إلى دروسه العامة في المساجد، وكان قسم كبير منها له أوقاف يصرف منها مرتبه، فألغيت أوقافها، وهي دروس جامع الحموي، وكانت في أصعب وقت، وهو بعد طلوع الشمس أربعة أيام أسبوعيا، فاستمر الشيخ يدرسها متبرعا، وفاء لشرط الواقف، ومحواً لإثم مخالفته عن الناس.
وكان والده شيخنا الإمام محمد نجيب سراج الدين –رحمه الله- علامة زمانه في علوم الحديث والتفسير والفقه والتوحيد والأخلاق والتصوف، في غاية القوة في دروسه، ومواقفه من مقلدة الأجانب، ومن أهل الانحراف، وكان علماء الهند يسمونه محيي السنة، وأطلق علامة الحرم المكي الجليل السيد علوي المالكي –رحمه الله- على الشيخ محمد نجيب، وصف الإمام، فيما سمعت منه بأذني –رحمه الله- فلما قعد والده عن الدروس لكبر سنه قام شيخنا بها عن أبيه، وكان عبئا ثقيلا جدا عليه، لمتانة الدروس وتنوعها، وارتفاع مستواها، إضافة إلى ضخامة جمهورها، لكن العون الإلهي كان معه، وكان توفيق الله حليفه، فأداها أداء عظيما، حتى صار كثيرون يوازنون بين الشيخ وأبيه، وكان –رحمه الله- يغضب من ذلك، ويقول: الوالد أمره عظيم لا يُدرك.
مرضه ووفقاته
ومن ورعه رحمه الله أنه لم يعجل بعملية الفتق التي عانى منها الآلام، لأن فيه كشف عورة، ولم يجد ما يبرر كشفها، لأنه قادر على التصرف بأموره من دونها، وضرب لي أمثلة من بعض أشخاص لم يعملوا عملية الفتق.
لكن لما وجد لزومها، طلبها هو نفسه، ودخل غرفة العمليات بغاية البساطة، وتحدث لأطبائه حديثا حلوا فيه مزاح، ودعا لهم أن يجعل الله شفاء الناس وشفاءه على أيديهم، ولما انتهت العملية شكرهم، وحدثهم عن فضل الشكر، وأهمية أن يشكر الإنسان من أحسن إليه، لكن قدر الله تعالى سبق، وحصلت له مضاعفات وانتكاسات تفاقمت حتى جاء القدر المحتوم ليقضي الله أمرا كان مفعولا. وليكون ذلك سبب نيله درجة الشهداء إن شاء الله ، وكانت وفاته مساء يوم الاثنين 20 ذي الحجة 1422 هجرية، الموافق 4/3/2002 ميلادية، الساعة السابعة مع ارتفاع صوت المؤذنين بأذان العشاء تماما.
ومنذ الساعة الأولى بل الدقائق الأولى لوفاته، انتشر الخبر في أنحاء الدنيا بسرعة عجيبة، وجاءت الاستفسارات الهاتفية عن جلية الخبر، وصُلِّيَ عليه صلاةُ الغائب في الحرمين الشريفين، وعقدت استقبالات العزاء في مكة والمدينة وجدة والكويت والبوسنة، وغيرها كثير، وتحدث العلماء عن جسامة الخسارة بفقده وعلو منزلته، وأسماه العلماء في المدينة المنورة (الإمام في علوم الشريعة وكبير الأولياء لهذا العصر) وأرسلوا إليّ التعزية بالهاتف وأن أبلغها أيضا إخوتي السادة أبناء شيخي الفقيد رحمه الله، وأنهم يعاهدونهم على تأييدهم في السير على خطاه رحمه الله.
لقد وضع الله لشيخنا الإمام القبول في الأرض، فعلى الرغم من اعتزاله مخالطة الناس منذ إحدى عشرة سنة، خرجت حلب بأسرها لتوديع شيخها وعالمها، وكما لاحظ المحللون أن أكثر من نصفهم من سِنِّ الخامسة والعشرين فما دون، أي إنهم لم يروا الشيخ ولم يحضروا دروسه، إنما هي المحبة التي أودعها الله في قلوبهم، ليكون ذلك درسا لنا نحن المرشدين أن نُعرِضَ عن أساليب الدعوى والدعاية، وأن نعتمد الصدق في القول والعمل والحال، والتواضع (إنما الأعمال بالنيات)، و (إن الله سائل كل قائل مقولة فيم قالها).
أما آخر فتوى أفتاها ففيها عبرة جليلة، قال لأحد الأطباء وهو في غرفة العمليات: بِرَّ مريضك ولو كان كافرا. وكان هذا الطبيب يريد أن يسأل الشيخ عن ذلك، لاعتبار أنه يأتيه أشتات من الناس، ومن غير المسلمين، فتوجه إليه شيخنا رحمه الله بهذا القول، فقال له الطبيب: والله لقد كنت أريد أن أسألك عن هذا، فسبقتني بالجواب، وهي كرامة ظاهرة للشيخ رحمه الله، وما أكثر كراماته.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى