بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد
بصمتي في الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الأستاذ علي المحمد
الأستاذ علي المحمد
Admin
المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
العمر : 36
الموقع : f/alialmuhammadd
https://aliali.rigala.net

ثمرة ربيع2 1433 Empty ثمرة ربيع2 1433

2012-10-07, 4:05 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  1. جزاك الله كل خير وأرجو ألا تكون مثل سابقَيك الّذَين انهالو علي بالتهم بالوهابية ولكي أطمئنك أقل أني والحمد لله وكلّي فخر-بفضل الله عليّ أني شاااااااااااذلي محض ومحب لله ورسوله بشهادة الصالحين العارفين بالله



    From: albuhasan1@hotmail.com
    To: albwhsn@groups.live.com
    Subject: ثمرة 18 ربيع الثاني 1433 هــ
    Date: Sun, 15 Apr 2012 08:41:27 +0000

    الحمدلله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيِّد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
    الله تعالى جلَّ وعلا ذكر آخر هذه السورة المباركة - أعني سورة الفرقان – عشرَ أوصاف للمؤمنين ، لابدَّ للمؤمنين والمؤمنات أن يطبِّقوا هذه الأوصاف الجليلة على أنفسهم ويعيشوا بها ، فقال جل وعلا : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) ) [ سورة الفرقان : آية 63 – 77 ] .
    (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) هذه إضافة تشريف ،أي العبادُ الأبرار الذين يحبُّهم الله جلَّ وعلا ، والجديرون بالانتساب إلى الرحمن – لابد أن يستحي من هذه الإضافة ومن هذا الاتصاف ، فهؤلاء – هم الذين يمشون على الأرض بسكينة وتواضع ، من غير تبختر ولا استكبار ، لأن الإسلام قد هذَّبهم وربَّأهم " أصحاب هذه الأوصاف ، اللهم اجعلنا منهم " ، وإذا خاطبهم السفهاء قالوا قولاً يسلمون به من الأذى والإثم ، لا يجهلون على أحد ، ولا يُفحِشون في كلامهم

    ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) أي يحيون الليل بالصلاة والعبادة ، ساجدين لله على جباههم مَذَلَّةً لربهم ، أو قائمين له جلَّ وعلا على أقدامهم ، كما وصفهم تعالى في موطن آخر بقوله : (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ سورة الذاريات : 17 -18 ] يعني قليلاً ما ينامون ، وإذا طلع الفجر فهم يستغفرون ، فهم فرسانٌ بالنهار ، رُهبان بالليل ، يجتهدون بعبادة ربهم جلَّ وعلا .

    (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) أي وهم مع إحسانهم يبتهلون إلى ربِّهم أن ينجيهم من عذاب النار .
    ( إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) أي دائماً لازماً غير مفارق ، لا ينقطع ولا يرتفع .
    ( إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) أي بئست جهنم منزلاً ومسكناً لمن يدخلها . قال الحسن البصري رضي الله عنه : خشعوا بالنهار ، وتعبوا بالليل ، فرَقاً – أي خوفاً - من عذاب جهنم ، مع إيمانهم وصلاتهم بالليل ، وهم خائفون مشفقون من نار جهنم - فشرط هذه الأوصاف لا مجرد علم فقط ، بل العمل والمعيشة بها - .
    ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) هذا هو الوصف الخامس من اوصاف عباد الرحمن . والمعنى : إذا أنفقوا لم يكونوا مبذِّرين في إنفاقهم في المطاعم والمشارب والملابس ، ولا بُخَلاء يقصِّرون ويضيِّقون في الإنفاق على أهلهم وأولادهم ... بل هم وسط معتدلون ، وخير الأمور الوسط ، فكما أن التبذير مذموم ، كذلك البخل والتقتير مذموم . قال مجاهد رحمه الله تعالى : لو أنفقت مثل جبل أبي قبيس ذهباً في طاعة الله ما كان سَرَفاً ، ولو أنفقت صاعاً في المعصية كان سَرَفاً . والإنفاقُ لوجه الله تعالى جلّ وعلا ضدُّ البخل .
    ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) هذا الوصف السادس أي لا يعبدون مع الله إلهاً آخر ، بل يوحِّدونه ويُخلصون له الدين من الرياء والعُجب والشهرة ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بسبب الحقِّ الموجبِ لقتلها ، كالقصاص ، أو الزنى بعد الإحصان – نعوذ بالله – أو الردَّة عن الإسلام ، أو السعي في الأرض بالفساد - هذه أحكام الشريعة ، والذين يسمعون عليهم أن يتفكَّروا - ، ولا يرتكبون جريمة الزنى التي هي أفحش الجرائم وأقبحها " حفظنا الله تعالى والمسلمين " ، ومن يقترف ْ تلك الموبقات العظيمة : من الشرك ، والقتل ، والزنى ، يلقَ في الآخرة أشدَّ أنواع العقوبة والنَّكال . خصَّ هذه الثلاثة لأن عقوبتها أشدُّ ثم فسَّر هذه العقوبة فقال جل وعلا : (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) أي يضاعف الله له العقوبة ، ويخلِّده في نار جهنم مُهاناً حقيراً ذليلاً ، وهذه الجرائم الثلاث : الشرك ، والقتل ، والزنى ، أمهات الكبائر ، كما ورد عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام من حذيث ابن مسعود رضي الله عنه قال : " قلت : يارسول الله ، أيُّ الذنب أعظم عند الله ؟ قال : أن تجعل لله ندّاً – أي شريكاً - وهو خلقك !! قلت : ثم أيُّ ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يَطْعم معك !! قلت ثم أيُّ ؟ قال : أن تُزاني حليلة جارك – أي تزني بزوجة جارك نعوذ بالله تعالى ، والإسلام بريء من هذه الأوصاف - قال : ونزلت هذه الآية تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ) الآية " رواه البخاري .
    أما الطبيعة البشرية البهيمية ، فإنه إذا وقع واحد من المؤمنين بشئ من هذه الذنوب الكبيرة فإنه جلَّ وعلا قال : ( إِلَّا مَنْ تَابَ ) ، وهذا من رحمته وكرمه جلَّ وعلا على عباده .
    ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا ) واستحيا من الله تعالى ، ولم يرجع الى الذنب مرة ثانية ( فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) أي إلا من تاب من ذنبه ، وأحسن سيرته وعمله ، فالله يمحو له سوابق معاصيه بالتوبة ، ويصرفه عن فعل السيئات إلى فعل الحسنات ، وعن المعصية إلى الطاعة ، وعن الفجور إلى التقوى . وهذا قول ابن عباس وابن جبير والحسن البصري رضي الله تعالى عنهم . وقيل : إن السيئاتِ نفسَها تنقلب إلى حسنات بالتوبة النصوح ، لما روي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار ، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة ، يُؤتى برجلٍ فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، فيقال ، عملتَ يوم كذا ، كذا وكذا ، وعملت يوم كذا ، كذا وكذا ، فيقول : نعم ، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً ، وهو مشفقٌ من كبار ذنوبه أن تُعرَض عليه ، فيقال له : فإنَّ لك بكلِّ سيئة حسنة ، فيقول : ياربِّ ، عملت أشياء لا أراها هاهنا !! فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذُه " رواه الإمام مسلم .
    ( وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) أي ومن تاب توبة صادقة وأصلح سيرته ، فإن الله يقبل توبته ، ويغفر زلَّته ، ويكون مرضيَّاً عند الله تعالى وكأن المعنى : يتوب توبة صادقة لا غشَّ فيها ولا زَغَل " كذلك بمعنى الغش " ، فهذا معنى ( يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )
    أما الوصف السابع من أوصاف عباد الرحمن فهو البعد عن شهادة الزور التي فيها تضييعٌ لحقوق الناس ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) أي والذين يجتنبون شهادة الزور ، ولا يشهدون بالباطل ، لأن فيها الكذب الصريح ، حيث يشهد بغير الحقِّ ، وإذا مرُّوا بمجالس اللغو ، كمجالس القمار ، والتهريج ، وأماكن الفحش والفجور ، والغناء المحرَّم الماجن ، وكسماع التلفزيون ، وغيرها ، مرُّوا معرضين عنها ، مكرِّمين أنفسهم عن تلك المجالس .
    ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ) هذا هو الوصف الثامن ، أي والذين وُعظوا بآيات الذكر الحكيم لم يكونوا كالعُمي الصمِّ ، لا يفهمون معناها ، ولا يتأثَّرون بما فيها من القوارع والزواجر - لا يكونون هكذا - ، بل يسمعونها بآذان واعية ، وقلوب صافية ، ويطبِّقون أحكامها .
    ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) أي يقولون طالبين من ربِّهم الذرِّيةَ الصالحة : يا ربَّنا أكرمنا بأزواج وبنينَ تقرُّ بهم أعيننا ، يكونون لنا مسرَّة وبهجة ، يعملون بطاعتك ، ويُخلصون في عبادتك ، واجعلنا لأئمة يُقتدى بنا في الخير . وغرضهم من هذا ليس طلب الذريّة فقط ، وإنما غرضهم أن يكونوا ذرية صالحين دعاة إلى الخير ، مستمسكين بالدين ، فليست سعادة الإنسان بالأولاد للتباهي بكثرتهم ، وإنما السعادة بأن يكونوا صالحين ، يعمرون الدنيا بالطاعة والاستقامة على أمر الله تعالى جلَّ وعلا ، كما دعا زكريا عليه السلام : ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) [ سورة آل عمران : آية 38 ] ، وهذه من أكبر النعم على العبد : الولد النبيه الصالح ، الذي يُحيي ذكره ، ويرفع قدره :
    نِعَمُ الإلهِ على العبادِ كثيرةٌ وأجَلُّهنَّ نَجابَةُ الأولادِ
    ( أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) أي هؤلاء المَّتصفون بهذه الصفات السامية الحميدة الجليلة ، هم الذين ينالون الدرجات العالية في جنات الخُلد والنعيم ، ويُتلقَّون يوم القيامة بالتحية والسلام من الملائكة الكرام ، كما أخبر سبحانه عنهم : ( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) [ سورة الرعد : 23 – 24 ) . والمراد بالغرفة في الآية : الدرجة العالية الرفيعة ، أعلى منازل الجنة .
    (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) أي خالدين في الجنة ، لا يموتون ولا يخرجون منها ، حَسُنت الجنة موضعَ سكنِ وأقامة ، ورؤيةٍ للخالق جلَّ وعلا ، أي ما أحسنها وأكرمها!!
    وصف الله تعالى عباده المتَّقين الذين أضافهم إليهم إضافة تكريم وتشريف فقال عنهم : (عباد الرحمن ) بعشر خصال ، كلُّها فضائل ومحامد ، وهي : ( التواضع ، والحلم ، والتهجُّد ، والخوف من الله ، وترك الإسراف والبخل ، وعدم الإشراك بالله ، والنزاهة عن الزنى ، واجتناب شهادة الزور والقتل ، والتأثُّر بآيات القرآن ، وطلب الذرية الصالحة )
    ثم بيَّن جزاءّهم الكريم ، وهي الدرجة الرفيعة ، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلُها ، كما أن الغرفةَ أعلى مساكن الدنيا وأبهجُها ..
    وختم السورة الكريمة باستغناء الله عن خلقه جلَّ وعلا : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ) أي قل لهم : ما يكترث ربي بكم ، ولا يبالي بشأنكم لولا دعاؤكم وعبادتكم له ، فلولا ذلك لكنتم وسائرَ البهائم سواءً ، ولكنه سبحانه شفيقٌ بالعباد ، ومن أجل ذلك أرسل إليكم الرسل ، وأنزل عليكم الكتب ، فقد كذَّبتم بما جئتكم به من عند الله ، فسوف يكون عقابكم لازماً لا محالة لكفركم وضلالكم وتكذيبكم لآيات الله تعالى جلَّ وعلا . هذا في حق الكافر .
    وأما في حقِّ المؤمن فالتوبة تحلُّ الكلَّ بفضله جلَّ وعلا
    عليك أيها المحمديُّ اللازم لتهذيب الأخلاق عن الرذائل ، وتطهير الصفات عن الذمائم ، والأطوار عن القبائح ، والأسرار عن الميل إلى السوى والأغيار ، من الأمور المنافية المكدِّرة لصفاء مشرب التوحيد " هذا حقُّ التصوف " ، عليك أن تتأمل وتتعمَّق في مرموزات الآيات العظام المذكورة في هذه السورة ، سيما في الآيات التي وصف بها سبحانه خٌلَّص عباده المتحقِّقين لمرتبة العبودية ، المنكشفين بسعة اسمه الرحمن المظهر لمظاهر الأكوان شهادة وغيباً ، وتتدبَّر في إشاراتها حق التدبُّر والتفكُّر ، إلى أن يترسخ في قلبك معانيها رسوخاً تاماً " اللهم ثبِّت في قلوبنا يا أرحم الراحيم " وينتقش في صحيفة سرِّك وخاطرك فحاويها انتقاشاً " من النَّقش " كاملاً ، إلى أن تصير من جملة وجدانيتك وذوقك " يعني أنَّ هذه الأوصاف تكون لك ذوقاً ووجداناً ، وهذه حقيقة التصوف " .
    وبعد ما صرت ذا وجدان وحال بها ، وذقت حلاوتها " اللهم ارزقنا يا أرحم الراحمين " ، فزت بغرفات جنة الفردوس والرضا والتسليم ، فحينئذ يترشَّح في صدرك رشحات بحر الوحدة الذاتية ، واسنشقت " بشمِّك " من نفحات النفسات الرحمانية ، المُهَبَّة من فناء الحضرة الأحدية جلَّ وعلا ، المصفَّيَة من التعيُّتان الهيولانية " الطبيعية " والتعلُّلقات الطبيعية " البشرية " أحياناً إذا ثبتت في قلبك هذه الأمور فإنها تأتي من الله تعالى ، ومنهم يُقبلون للدنيا ، للفلوس ، هذا مخالف " ، فلك أن لا تنظر ولا تلتفت بعد ذلك إلى مقتضيات علائق ناسوتك " أي طبيعتك البشرية " مطلقاً ، وتجمع همَّتك نحو لوازم لاهوتك " أي إلهيتك " ، لعل الله ينقذك بفضله عن أغلال " روابط " أنانيتك وسلاسل بشريتك ، بمنِّه وجوده .
    اللهمَّ فهِّمنا معاني كتابك ، وقوِّ إيماننا به برحمتك يا أرحم الراحمين .
    علينا أن نعمل بالكتاب والسنَّة ، ولا نكتفي بالقراءة فقط ، فباب رحمة الله تعالى مفتوح على عباده ما لم يسكِّر العبد على نفسه .
    اللهم اجعلنا من العاملين بهذه الآيات الكريمة وبرموزاتها .
    - يعني علينا التبليغ ، وأما التطبيق والهداية فليست وظيفتنا ، كما أنها ليست وظيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا التبليغ .
    أهل الطريق يسمعون ، وإذا سمعوا وطبَقوا فهذه نعمة من الله تعالى جلَّ وعلا ، وإذا سمعوا ولم يطبِّقوا ولم يعيشوا به فهذا مراد الله تعالى من خلقه على ما هم عليه ، وهو في الأزل جلَّ وعلا يعلم بعلمه الحضوري ، يعلم المهتدي وغير المهتدي ، هذا ليس لنا ، نفوِّض الأمر إليه جلَّ وعلا .. وفقكم الله تعالى .
    وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمدلله ربِّ العالمين .
    هذا ما أملاه عليَّ العارف بالله المربي الإمام ، سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي ، شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية ، حفظه الله تعالى ونفعنا به، آمين
    يوم الأحد
    18 / ربيع الثاني / 1433 هـــ
    الموافق : 11 آذار / 2012 م


----
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى