بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد
بصمتي في الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الأستاذ علي المحمد
الأستاذ علي المحمد
Admin
المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
العمر : 36
الموقع : f/alialmuhammadd
https://aliali.rigala.net

مقالات العارفين Empty مقالات العارفين

2009-05-16, 2:10 pm
-الشيخ محي الدين بن العربي رضي الله عنه ينكر مجالس السَّماع(1) والرَّقص(2) والشطح-

قال الشيخ في كتابه /روح القدس في محاسبة النفس/صـ 23 إلى صـ 42

وأمَّا أهل السماع والوجد فقد اتخذوا دينهم لعباً ولهواً لا تسمع إلا من يقول لك : رأيت الحق وقال وفعل وصنع ثم تطالبه بحقيقة يمنحها أو بسرٍ استفاده في شطحه فلا تجد إلا لذة نفسانية وشهوة شيطانية ، يصرخ على لسانه الشيطان فيصعق ما دام المغرور الآخر بشعره ينهق ، فلا أشبههم إلا براعي غنم ينعق بغنمه فتقبل وتدبر لنعيقه ولا تدري فيماذا ولماذا ، فواجب على كل محقق في هذا الزمان ممن ينظر ويقتدي به المريد الضعيف أن لا يقول بالسماع أصلاً ، ويقطعه قولاً فصلاً.


--------------------------------------------------------------------------------

(1)السَّماع Sadهو مجلس إنشاد ينشد فيه الشعر المشتمل على التغزل بالنساء والولدان ، أو الشعر المشتمل على الحلول والاتحاد أو ما يوهم ذلك.وليس المراد مجالس الإنشاد التي يمدح فيها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وترقق القلوب وتزهد في الدنيا فذلك لا ينكره أحد من العلماء أصلاً فليتنبه)

(2)الرَّقص Sadالرقص المحرّم ماكان على هيئة التثني والتكسر أما مجرد الاهتزاز غير المخل بالأدب فمباح قاعداً وقائماً)



ثم قال في الكتاب المذكور صـ 35 : ناشدتك الله يا نفس هل سمعت كتاب الله يتلى فلم تهتزي؟ فلما أنشدك شعراً اهتززت وجننت وأخذك الحال ، إلى أن قال : بل كلام الله تعالى للمؤمن ألذ وأشوق إلى سماعه من الظمآن للماء الزلال فإنا لله وإنا إليه راجعون على نقص الإيمان ، بل والله على ذهابه ، يا شؤم نفسي ويا حسرتي ويا أسفي ، كم مرة والله سمعت آية من كلام الله فثقلت عليَّ ومججتها ، وكم والله رنة شعر سمعتها فاستعذبتها ، أخاف والله على نفسي وعلى من هو مثلي أن ينقل اسمه من ديوان المؤمنين إلى ديوان من قال فيهم الحق جل وعلا (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).

القوَّال بزخرف القول وغروره يقول فأقوم وأهتز وأقول : شاباش هذا والله حسن ، فأقسم بالله كاذباً ولا يزال الملعون من شيطاني يرقصني كما يفعل صاحب القرد بقرده ، فإذا أخذ حاجته مني صفعني صفعة فأضجعني فيقوم من قل فلاحه مثلي فيغطيني برداء حتى يخلي سبيلي وأقوم وأُهفأ ، وقد عزّاني الملأ الأعلى في ديني وفيما مضى من عقلي ، فإذا كان آخر الليل أنام أنا والجماعة السوء مثلي وقد تعبنا من كثرة ما رقصنا فلا نلحق ننام إلا والصبح قد قام، فنقوم نتوضأ أقل ما ينطلق عليه اسم الوضوء ، ثم نجيء إلى المسجد هذا إذا وفقت(3)وإلا فالأغلب على من هذه حالته أن يصلي في داره بإنا أعطيناك الكوثر وسورة الفاتحة كيف ما كانت ، والقنوت ليس بواجب فأتركه ، وأنقرها مخففة جداً ثم أضطجع إلى وقت الضحى لأستريح ، هيهات والله ماكانت طريق الله هكذا ، ثم الداهية العظمى والطامة الكبرى والداء العضال والمصيبة الآزفة التي ليس لها من دون الله كاشفة أني أقول في تلك الحالة كلها : إني كنت مع الله وفي الله وبالله قمت وفي الله شطحت وإلى الله وصلت ، وقلت لله ، ويعتب أولئك الأغمار الجهال مثله فيقول : لِمَ لم تسألوني إذا رجعت من حالي؟ , ولو سئل لافتضح ، ولو فرضت أنه أجاب فقد يجيب الكاذب عما يسأل عنه مثل هذا ، ويؤيده الشيطان بخيالات ينصبها له ويبديها في سره فيعبر عنها ، قال تعالى : (وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم مشركون ) فهذا ولي الشيطان ينطق بلسانه وهو مطيع له ، فانتظم في أهل الشرك ، فناهيك من مجلس يحوي أو يضم المشركين وأولياء الشياطين.

(إنّ ولي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين).


--------------------------------------------------------------------------------

(3) ولهذا قال العارفون : من الحرمان تحصيل فضيلة يترتب عليها تضييع فريضة.

ثم قال : ما أحسن قول الله عزّ وجلّ إذ يقول (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) فناهيك من خصلة لم يرضها لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وقال : (إن هو إلا ذكر وقرآن مبين).

رضي الله عن أبي مدين حيث قال : لا يكون المريد مريداً حتى يجد في القرآن كل ما يريد ، هذا مقام المريد فما ظنك بالعارف هل يعرِّج على كلامٍ غير كلام سيده؟

وكل من سمع من الشيوخ فهو على أحد أمرين إما قبل أن تحصل له مرتبة التمكين فالسماع عندنا حرام في ذلك الوقت ، أو سمع بعد التمكين بشروطه المعروفة وقد نزل بذلك من المقام إلى ما هو أسفل منه وأدنى لحظٍ نفسي ، فيعلم الشيخ إن كان عارفاً متمكناً أنه مطرود وأنّ رجوعه إلى السماع عقوبة من الله عزّ وجلّ له لذنب أتاه ، فلا يجد حاله إلا فيه ويفقدها إذا فقده مكراً من الله تعالى واستدراجاً ، فيبكي على نفسه ويبحث على ما جنته فيجد ذنباً ضرورةً لا بدَّ من ذلك ، والله يلبسنا وإياكم رداء العافية ، ويحلنا وإياكم المراتب السامية العالية ، ولا يجعلنا وإياكم ممن له إلى سماع السماع أذن واعية فيكون من أهل القلوب اللاهية.

ثم قال : القرآن يعمّ الحقائق كلها والنفس من جملتها فلا بد أن يكون لها فيه نصيب ، ومن المحال أن ينبعث عن القرآن حال من الأحوال من الشيطان أو النفس ألبته ، فالحال في العقل والعقل في الروح لا في النفس ، والروح صاحب الملك وهو صاحب العلم والفراسة والإلهام واليمين والآخرة والذكر والحق واليقين فلا بد أن تكون في حالك الذي قام بك من القرآن صاحب علم فلهذا أشار الجنيد رضي الله عنه بقوله /علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة/ ولهذا قال تعالى (إنّ في ذلك لآيات لأولي النهى).

أما إذا انبنى الحال من الشعر والسماع والصفق والألحان إنما يتلقاه الهوى ، والهوى من النفس، والنفس صاحبة الشيطان ، الذي الشعر نفثه على ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما تعلق منه بتوحيد الله عزّ وجلّ فهو محمود من محامد النفس خاصة ، وإنّ الشيطان للنفس بمنزلة الملك للروح ، فصاحب الجهل في مقابلة صاحب العلم ، والظن في مقابلة الفراسة ، والوسوسة في مقابلة الإلهام ، والشمال في مقابلة اليمين ، والدنيا في مقابلة الآخرة، والغفلة في مقابلة الحق ، والشك في مقابلة اليقين ، والمعصية في مقابلة الطاعة ، والتشبيه في مقابلة التنزيه ، والشرك على مراتبه في مقابلة التوحيد.

فكل حال ينبعث عن القرآن فلا بد أن يعلو بصاحبه أحد هذه المنازل على قدر السماع ، وكل حال ينبعث عن الشعر فلا بد أن ينزل بصاحبه على أحد هذه الدركات ، وسر ذلك أن أصل انبعاث القرآن كلام الله المقدس الذي ما اعتراه قط نقص ولا تدنيس ولا جاز عليه ذلك فمن المحال أن يعطي إلا بحسب طهارته ، وأصل انبعاث الشعر كلام المخلوق الناقص الدنس الذي ما صح له كمال الطهارة لامتزاجه فغاية الشعر أن يكون ممتزجاً لا تكمل طهارته أبداً ، ومن المحال أن يعطي أبداً إلا حالاً ناقصاً دنساً، وكثير من السادة الكبار يعرفون هذا من نفوسهم ، وأما من نزل عنهم من المدعين والمريدين فلا كلام لنا معهم ، ولهذا استعاذ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه من السماع كما استعاذ من طي الأرض والمشي على الماء وفي الهواء وسأل الله تعالى أن يهيئه لسرٍ من أسراره ، وقال في حق المريد : (إذا رأيت المريد يميل إلى السماع فاعلم أنّ فيه بقية من البطالة).

ثم قال : وبعد أن بنيا نقص السماع في المقامات وأين ينتهي بصاحبه قال متمشيخ : قد كان الشيوخ يسمعون مثل ابن الدقاق وغيره ، فلم أدر مم أتعجب من جهله في حكمه على الحق بالرجال ، والرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بهم ، فهذا جهل محض وتقليد صرف ، ومن هذه حالته في العلم كيف يرجى فلاحه في نفسه؟ أو كيف يُتصور أن يفلح به غيره.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى