بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بصمتي في الحياة
منتدى المعلم علي المحمد برحب بك
أهلا وسهلا تفضل وسجل اذا احببت ان تستفيد
بصمتي في الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الأستاذ علي المحمد
الأستاذ علي المحمد
Admin
المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 09/01/2009
العمر : 36
الموقع : f/alialmuhammadd
https://aliali.rigala.net

بعد سنوات الغزو الست .. صور مؤلمة تحاول الشخصية العراقية محوها Empty بعد سنوات الغزو الست .. صور مؤلمة تحاول الشخصية العراقية محوها

2009-05-16, 1:56 pm
بعد سنوات الغزو الست .. صور مؤلمة تحاول الشخصية العراقية محوها
وكالة نينا
القت سنوات الغزو الاميركي الست التي مرت على العراق بظلالها على الشخصية العراقية ،واحدثت فيها تحولات عميقة ربما ستمر عقود قبل ان تستعيد صورتها النمطية المعروفة او " لا تعود "...
ويذهب عدد من اساتذة علم النفس الاجتماعي في جامعة بغداد الى ان هناك جملة معطيات حكمت مسار الشخصية العراقية منذ ست سنوات ابرزها ، اتساع ظواهر انفصام الشخصية والكآبة الحادة والتوتر والاضطراب، وأمراض نفسية عصابية معقدة تكاد تستعصي على تأشير حالاتها.
ويؤكد باحثون في علم النفس والاجتماع أن أهوال الصدمات كانت فوق مستوى قدرة مختبرات التحليل النفسية على تحديد الاعراض ، أو وضع العلاجات التي تنجم عن حالات قتل وترويع واختطافات وحرب طاحنة ، مزقت جسد هذا البلد واصابت كرامته في الصميم.
وتشير دراسات نفسية واجتماعية اجريت مؤخرا الى ان الباحثين النفسيين وعندما يريدون تعقب اية ظاهرة نفسية اعقبت الغزو ، يرون ان الباحث يحتار حتى في نوع العينة التي يراد تطبيق الدراسة على افرادها وفئآتها ، ويعتقدون ان التأثيرات تكاد تكون قاسية على الجميع ، ويتساوى فيها كبار المثقفين والناس البسطاء.
ويعزو بعض المهتمين بالدراسات النفسية ذلك الى " ان كل انسان تحول الى مخلوق وحيد ، انتزع منه الامريكيون كل معالم القوة والشعور بالكبرياء ، ولهذا فأن الفلتان الامني والقتل والدمار المروع ، تركت حالات نفسية كانت اقسى من الدمار المادي ، لأن الدمار النفسي أقسى وأكثر ترويعا وصدمات ، لم يكن بمستطاع أحد تحملها ".
وفي دراسة علمية أجريت مؤخرا على عينة عشوائية من 4332 شخصا في مناطق العراق كافة ، واعتبرت أول مسح للصحة النفسية في العراق منذ غزوه في آذار عام 2003 ، أظهرت أن 16.6% من العراقيين يعانون من اضطرابات نفسية.
وقسمت الدراسة إلى أربعة أصناف ، وسجلت اضطرابات القلق أعلى نسبة اذ وصلت إلى 18.8% كان للنساء حصة أكبر من الرجال منها ، وللأشخاص بعمر 50 عاما ، أكثر من الفئات العمرية الأخرى التي لا تقل عن 18 عاما من التي شملها المسح.
ويقول (خالد علي) أحد سكان بغداد الذي يعاني من اضطرابات نفسية رافقته لسنوات على خلفية انفجار مازال صوته يدوي في خلده " كل شيء أصبح يزعجني ، فأصوات الأواني التي تغسلها أمي يزعجني بشدة ، وكذلك إذا وقع أي شيء وانكسر ".
وفي معرض تعليقها على نتائج الدراسة ، تقول د. نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في العراق " كنا نتوقع نتائج أسوأ في الدراسة ، ولكن ما حصل أن الدراسة تحدثت عن بعض الأعراض النفسية وليس جميعها ".
وأضافت في تصريحات صحفية " أن معدلات الإجهاد مرتفعة ، بينما يمكن مقارنة الاضطرابات العقلية مع مستويات بلدان أخرى ، وهذا يشير إلى أن العراقيين مضطرون إلى تطوير استراتيجية للبقاء على قيد الحياة خلال العقود القليلة الماضية من الاضطرابات".
وبدوره ، قال وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي " إن في العراق قدرا كبيرا من وصمة العار ملازمة لوجود مرض نفسي ".
وأضاف " يجب تنفيذ برامج تثقيفية مجتمعية على نطاق واسع للتخفيف من وصمة العار هذه ، وتشجيع الناس على التقدم للحصول على العلاج الذي يحتاجونه ".
وتذهب قراءة بعض المختصين لواقع نتائج مسح الصحة النفسية في العراق ، إلى اكتساب الشخصية العراقية مرونة في تحمل الضغط النفسي ، بأعتبار أنه صار وضعا طبيعيا للحياة في العراق منذ عقود ، لكن هذا لا يلغي بحث الجميع عن الاستقرار.
يذكر أن دراسة نشرتها صحيفة (شيكاغو تريبيون) الأمريكية مؤخرا ، استنادا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية والحكومة العراقية ، على مدى سنوات الحرب ، أظهرت أن 70% من العراقيين الذين يقولون إنهم يعانون من اضطرابات نفسية ، فكروا جديا في الانتحار وإنهاء حياتهم ، فيما سعى عدد قليل منهم للحصول على المساعدة الطبية.
ويستعرض د. خالد عبد الرحمن ، احد المهتمين بعلم النفس الاجتماعي حالات الترويع والصدمات التي مرت على العراقيين طيلة ست سنوات من الغزو ، ويقف هو الاخر ، مذهولا من حجم الامراض النفسية التي انتشرت كالوباء الذي لاتوجد امصال للوقاية منه ، لأن الصدمات كانت متعددة الاشكال ، ومصادرها داخلية وخارجية.
يقول عبد الرحمن " لم يكن العراقيون ، رغم كل هول الحروب التي مروا بها ، يصدقون ان دبابات محتل اجنبي وآلياته تجوب بلادهم ، وقد حولتها الى خراب ودمار ، فيما اصيبت بنية بلادهم في الصميم ، انها صدمة مروعة تفوق حتى صدمة الصواريخ التي هدمت بيوتهم على رؤوسهم ".
ويرى الباحث فارس كمال نظمي " إن أي مجتمع بشري يتعرض لأزمة وجود ومصير عميقة ، لا بد أن يصنف من الناحية السيكولوجية إلى أنماط متنوعة بل ومتناقضة أحياناً من الشخصيات السائدة فيه ".
ويضيف " إن مجتمعنا بات يتألف من شخصيتين رئيسيتين ، شخصية هدمية عدوانية ، وشخصية بنّاءة مسالمة ، دون تجاهل حقيقة أن كلتا الشخصيتين لها شخصياتها الفرعية العديدة ".
وتشير التقارير التي اعدتها منظمات الصحة العالمية الى تزايد معدلات الإصابة بأمراض الشيزوفرنيا (انفصام الشخصية) وتعاطي المخدرات والخمور وانتشار التدخين كآثار لمعاناة العراقيين.
يؤكد د. عبد المناف الجابري رئيس مجلس الصحة النفسية العراقي في تصريحات صحفية أن الحروب التي خاضها العراق منذ عام 1980 حتى الآن (حروب إيران والكويت ثم الاحتلال) وما تبعها من انهيار للخدمات وعقوبات دولية وحصار خانق .. " أثرت على الصحة النفسية للعراقيين بشكل كبير ، وأدت لانتشار العقاقير والعديد من الأمراض النفسية بين الأطفال والكبار ".
ويرى باحث متخصص بشؤون الاعلام ان اغلب البحوث التي اجرتها مراكز البحوث العراقية او العالمية ، لا زالت لم تقترب لحد الان من تحديد مؤشرات عملية عن حجم الضرر الذي أصاب الشخصية العراقية من حالات تدهور نفسي واجتماعي وتفكك مجتمعي وانهيار قيمي.
ويقول عامر سعيد (باحث) " ان العينات التي كانت موضع دراسات لتحليل مدى المخاطر والامراض التي حلت بالشخصية العراقية ، كانت انتقائية في الأغلب ، وهي تريد ان تخلص الى النتائج مقدما دون ان تخوض في التفاصيل ، اذ لا توجد دراسات ميدانية عملية على عينات عشوائية ، ليستطيع الباحث الخروج بنتائج أكثر عملية وأكثر موائمة للواقع ".
ويضيف " حاول بعض الباحثين ملامسة الظواهر النفسية ، دون ان يغوصوا في اعماقها ، وقد يكون قد طبقوها وفق دراسات على مجتمعات اخرى مرت بأزمات مماثلة ، دون ان يدركوا ان العراق فيه انسان من نوع آخر ، وسمات شخصيته مختلفة تماما ، اذ ان طبيعة الشخصية العراقية اما ان تخفي امراضها الداخلية ، او تبالغ بها اكثر من اللازم ".
ويضع بعض الباحثين اللوم على " خشية البعض من الغوص في دراسات كهذه في ظل رصد أمني وفوضى قد تسبب لهم المتاعب اذا ما اضطروا للغوص في اعماق المشكلات والازمات التي يعانيها المواطن العراقي ".
ولهذا فهم يصممون بحوثا تتناسب وطبيعة الموضوعات السهلة ، بحيث " لا تجلب للباحث المتاعب او الملاحقات غير المستحبة ".
غير انه في كل الاحوال يبقى على مراكز البحوث والدراسات ان تضع تحليلا للشخصية العراقية وتأثيرات الغزو ، في مقدمة اهتماماتها ، لأن حجم التأثيرات بدأت آثارها تظهر ، وهناك العديد من المصابين بأمراض نفسية وعصبية ، ما زالت مستعصية على الفهم ، وتحتاج الى دراسات معمقة ، لكي تقترب من تحليل مدى ما حل بها من اهوال.
قناة بغداد الفضائية http://www.baghdadch.tv/rep-algazo6-4-2009.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى